علي الحبسي يتألق في الدوري الانجليزي وسعره يرتفع
صدّة رائعة يقوم بـها رجل من عُمان !
قبل بداية الموسم الحالي من البريميير ليج كان نادي ويجان يبحث عن حارس مرمى احتياطي، لم يكن هناك الكثير من المال لشراء حارس جديد، الخيار الأفضل هو استعارة حارس من أحد الأندية، ولأن المسافة بين ويجان أتليتك وبولتون قصيرة جدا فهما ناديان متجاوران، كان من المناسب التوصل لاتفاق من أجل الحصول على الحارس الاحتياطي في نادي بولتن علي الحبسي، فكرة شراؤه لم تكن واردة في بداية الأمر لأن النادي لم يكن لديه المال اللازم للشراء وفق الخطة الاقتصادية المتعلقة بسوق الانتقالات، كان التعاقد مع علي الحبسي صفقة ناجحة منذ اليوم الأول فهو من وجهة نظر الخبراء حارس مرمى جيد ليكون احتياطي في الدوري الإنجليزي، هذا الرأي وإن لم يكن دقيقا ولكنه لا يحتمل الخطأ في المقابل، المباريات التي لعبها الحارس العماني مع بولتون تؤكد أن لديه موهبة، يمكن القول أنه حارس مرمى جيد حتى بصفة أساسية وليس احتياطي، عندما نقول أن رأي المحللين لم يكن خاطئا لأن حارس مرمى جيد كأساسي من الطبيعي أن يكون ممتازا كحارس احتياطي. علي الحبسي لم يحصل على فرصة عادلة مع بولتون ربما لأن مدربه في النادي لم يكن على قناعة تامة بموهبته، على الرغم من المباراة الكبيرة التي لعبها أمام تشلسي في مسابقة الكأس، وفي كأس الاتحاد الأوروبي أمام بايرن ميونخ، المدرب لم يغير رأيه بشأن الحبسي وبرر ذلك بأنه لا يمكن أن يجازف بمجرد أن الحارس العماني تألق في مباراة أو مبارتين، ولكنه في الوقت ذاته لم يعطه فرصة عادلة يستطيع من خلالها تقييم الموقف بدقة.
في إنجلترا لم يكن أحد يهتم لأمر الحبسي، كان الجميع يقول له قدمت مباراة رائعة، هنا الكثير من اللاعبين الذين يقدمون مباريات جيدة بين الحين والآخر، والبريميير ليج مليء بالنجوم العالميين، فمن الطبيعي أن لا يلتفت أحد لنجم قاري أو محلي يأتي من دولة حديثة في كرة القدم. وربما لأننا كإنجليز كلاسيكيون جدا، فمن الصعب أن نغير قناعاتنا أو نقوم بالمغامرات!.
عندما أعير علي الحبسي إلى ويجان أتليتك قال مدربه الإسباني روبيرتو مارتينيز: «أنا سعيد جدا لإتمام الصفقة، علي الحبسي هنا في البريمييرليج منذ أربعة أعوام وهو يعرف العقلية التي تسير بها اللعبة في إنجلترا، إنه يعرف الكثير عن البريميير، وهو حارس مرمى جيد، ونحن نثق بأنه يستطيع أن يشعل المنافسة مع باقي الحراس وهذا ما نريده، نحن نريد خلق المنافسة بين لاعبينا وعلي سيقوم بذلك لاشك».
لم يكن لدى المدرب الاسباني رأي مسبق بأن الحارس العماني يجب أن يبقى احتياطيا واستعارته جاءت من أجل هذا الغرض فقط، لقد كان ذلك أمرا ايجابيا لعلي وبداية ناجحة، لم يوحي مارتينيز للحبسي بإشارات سلبية بل كان يراقبه جيدا في التمارين ومن خلال الحديث مع مدرب الحراس.
الحبسي يدخل تشكيلة الأسبوع للدوري من المباراة الأولى
في أول مبارتين لعب الحارس الأساسي كريس كيركلاند وكان الحبسي احتياطيا، لقد تلقت شباك كريس أهداف كثيرة، بعدها أتت مباراة كأس رابطة المحترفين، وفي تاريخ 24 أغسطس قرر المدرب الاسباني تجربة الحبسي الذي استغل الفرصة جيدا ولعب مباراة أقنعت المدرب مارتينيز، جاءت مباراة توتنهام في الدوري وكان علي أن أتابعها لأن فريقي المفضل ذو القميص الناصع البياض توتنهام كان طرفا في اللقاء، تلك هي المرة الأولى التي أشاهد فيها شخصيا علي الحبسي يلعب مباراة. لقد اعتمد عليه مارتينيز ليكون الحارس الأساسي ولكن القرار لم يكن نهائيا، فربما بعد تلك المباراة سيصبح على الإسباني أن يعود للحارس الأساسي كريس، لقد وصفت خطوة مارتينيز بالمغامرة الحذرة، المغامرة هي اللعب بالحارس الاحتياطي والحذرة لأن على الحبسي حارس جيد، في تلك المباراة التي شاهدتها مع أفراد أسرتي لم أكن سعيدة مثل باقي الزملاء في «كوووورة وبس» في عمان، لقد تألق الحارس العماني ضد فريقي، ومنع المهاجمين من التسجيل.
المباراة التي لعبها الحبسي ضد توتنهام أثبتت أن المدرب الإسباني لم يكن مغامرا بل اتخذ القرار الصحيح، لقد كان تألقه يدل على الموهبة الكبيرة التي يمتلكها هذا الحارس العربي القادم من الخليج، قبل بداية المباراة كانت إنجلترا وربما العالم بأسره يتوقع فوز توتنهام الكبير بلاعبيه الرائعين على ويجان المتواضع، في توتنهام لدينا رافائيل فاندر فارت وبيتر كراوتش وجيرمن ديفو وروبي كين ولوكا مودريتش وديفيد بينتلي وجارث بال وليدلي كينج ووليام جالاس وجوفاني دوس سانتوس وجوناثان ودجيت، والمدرب الساحر هاري ريدناب، لاعبون من المنتخب الإنجليزي والفرنسي والكرواتي والمكسيكي والهولندي لا يمكن لأحد أن يتصور أن توتنهام على الرغم من قوته الهجومية الضاربة لن يستطيع أن يسجل أهداف على ويجان، كان المعلق يقول: «على توتنهام فقط أن ينتظر». لقد كان الوضع يبدو وكأنه مسألة وقت لا أكثر، سيسجل توتنهام هدفا ثم تتوالى الأهداف للفريق اللندني. كنت لا أستطيع الجلوس من شدة الإثارة، صوت التلفاز كان عاليا جدا والكرة خرجت للتماس، تقدم جاريث بال الذي يريده مورينيو في النادي مدريد ليلعب الكرة إلى الكاميروني بينو أسو أكوتو الذي لعبها كرة عرضية نحو منطقة الجزاء، استقبلها مهاجم منتخب إنجلترا جيرمن ديفو وتحكم بها جيدا، كانت تسديدة هدف لم يتحقق لأن على الحبسي تصدى لتلك الكرة الصعبة. المعلق قال «صدة رائعة يقوم بها رجل من عمان» قلت في نفسي تبا لأن كل الكرات يتصدى لها هذا الحارس. لقد أعجب به الكثيرون بعد تلك المباراة. إنه يستحق ذلك وتوتنهام لم يستطع بكل نجومه أن يحرز هدفا، لقد خسرنا المباراة بسبب علي الحبسي.
الصراع بين بولتون وويجان على الحارس
روبيرتو مارتينيز مدرب ويجان جعل الحبسي حارسا أساسيا بعد تلك المباراة، وأصبح على كريس أن يعمل كثيرا ليعود إلى مكانه، الحبسي يقدم مباريات رائعة، أصبح وجوده في ويجان أمرا ضروريا، لقد طلب المدرب من ناديه أن يتعاقد مع هذا الحارس العماني، وبدأت المحادثات بين مارتينيز ومدرب بولتون، لكن الأخير رفض بيع الحبسي بمبلغ يقل عن ثلاثة ملايين جنيه استرليني، الأمر الذي لم يعجب إدارة ويجان، فباءت المحاولة الأولى بالفشل، ولكن ربما ستكون هناك محاولات أخرى للحصول على الحارس المعار، كل ذلك أصبح يعتمد على الحبسي نفسه ومدى تألقه في المباريات القادمة، الأداء كان جيدا بعد مباراة توتنهام فلعب الحبسي كأساسي ضد ساندرلاند ومانشستر سيتي وبرمنجهام وولفرهامبتون (أكتب هذا المقال قبل مباراة ويجان ونيوكاسل يوم السبت)، لا شك أن تاريخ 23 أكتوبر الحالي سيكون تاريخ خاص بالنسبة للحبسي لأنه سيلعب أمام فريقه بولتون، وفي تلك المناسبة سيكون الحبسي أمام اختبار التحدي والعاطفة، سيكون وجها لوجه أمام حارس بولتن الأساسي ياسكلاينين أو الاحتياطي أدم بوغدان ومدربه أوين كويل، هذه المباراة يمكن أن تعيد الحبسي إلى بولتون كأساسي ويمكنها أيضا أن تجعل ويجان يرضخ للمطالب المالية التي فرضها بولتن كي يسمح للحبسي أن ينضم نهائيا لويجان، على الحارس العماني أن يثبت لمدربه في بولتون كم هو مخطئ في مسألة إعارته لويجان وعدم الاعتماد عليه كأساسي، هذه المباراة ستكون خاصة للأصدقاء في عمان ولجماهير بولتون وويجان في إنجلترا
صدة ولا اروع ياحبسينا
لمشاهدة اللقطه
https://www.youtube.com/watch?v=smdRs9whuJkتحياااتي ملهم الكشري